كلفة بناء المنزل 1000 دولار.. إقبال متزايد على البيوت الطينية في القامشلي
عاد الطوب الطيني إلى الساحة مجدداً هذا العام في القامشلي، على الرغم من التطور العمراني إلا أن البعض يفضل المنازل المبنية من الطين على الإسمنت، فيما يضطر آخرون للسكن فيها بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء.
منازل رخيصة الثمن
السيدة “بيرفان خليل” من قرية “كرباوي” تسكن مع عائلتها في بيت طيني حيث لا يمكن تركه من قبل أبناء المنطقة وهو رخيض الثمن مقارنة بالبيوت الاسمنتية الحديثة التي لا يقدر عليها غالب السكّان في ظل أوضاع معيشية صعبة.
وقالت بيرفان إنها لا تنكر بأن الوضع الاقتصادي دفعها للسكن في بيت طيني، لكنها أكدت في الوقت ذاته على أن العيش في هذه البيوت يعود إلى الموروث الاجتماعي عن الآباء والأجداد.
بيت مريح
من جانبه يستذكر السيد “عمر إسحاق” الذي شارف على السبعين عاماً ويسكن مدينة القامشلي بيت أهله في القرية الذي وصفه بالمريح ويعطي هوية ثقافية أكثر من المنازل الحالية.
ولفت عمر إلى أن الشمس تدخل إلى المنازل الطينية بطريقة مدروسة عند ساعات الظهيرة وتكون معرضة للشمس من مختلف الجهات، دون أن يؤثر ذلك على درجة حرارة المنزل من الداخل بشكل كبير.
وأكد أن المنازل الطينية تكون باردة في الصيف، لأن العزل فيها كامل، ولأنها مبنية من مواد عازلة وهي الطين، وبذات الوقت عريضة وغير قابلة للتأثر بالزلازل، حسب اعتقاده
مصدر رزق
على أطراف مدينة القامشلي اتّخذ “خالد العلي” البالغ من العمر 30 عاماً مكاناً لورشته التي تصنّع اللبن، أو ما يعرف باللغة الكردية بالكلبيج، مع عدد من الشباب الآخرين.
ويقول خالد في حديثه لبيسان اف ام إن المردود هذا العام كان جيداً مقارنة بالسنوات السابقة.
وأشار إلى أنهم يقومون بخلط التبن بالتراب وعجنه جيداً قبل صبه بالقوالب وتركه ليجف تحت أشعة الشمس، حيث يصبح الطوب الطيني جاهزاً للبناء خلال 3 أيام.
وأضاف أن سعر الكلبيج الواحد يتراوح بين 1300 إلى 1500 ليرة سورية، موضحاً أن الإقبال ازداد على الطوب الطيني خاصة لبناء المنازل في أرياف القامشلي.
وتصل كلفة بناء منزل مساحة مئة متر قرابة 1000 دولار تقريباً، بينما يتجاوز المنزل الاسمنتي ذلك إلى أضعاف، إذ يبلغ سعر الطن الواحد من الاسمنت أكثر من 100 دولار وطن الحديد نحو 800 دولار.