بسبب تدهور العملة.. المحال التجارية في القامشلي ترفض البيع بالدين
عزف أغلب أصحاب المحال التجارية في القامشلي عن البيع بالدين وبشكل خاص في الشهرين الماضيين نتيجة عدم الاستقرار في صرف الليرة السورية، ما أثّر على الطبقة الفقيرة التي كانت تضطر للشراء بالدين على أمل السداد عند توفّر النقود.
“الدين ممنوع” لافتات باتت تغزو المحلات في المدينة بعد أن انعكس تراجع الليرة السورية على كافّة قطاعات الحياة، خاصّة الموظفين والطبقة والفقيرة التي لا يكفيها دخلها اليومي.
وكان الدين ملجأ الكثير من الأشخاص، الذين يعتمدون على سداد الدائنين عند حلول أول الشهر أو عند الحصول على مساعدة من بعض الأقارب المقيمين في الخارج.
تدهور العملة هو السبب
جوان أحمد الذي يمتلك بقالية في حي الكورنيش، يقول إن تدهور الليرة السورية أثر عليهم كباقي أفراد المجتمع موضحاً سبب توقّف أصحاب المحلات عن البيع الآجل.
وأكد أحمد في حديثه لبيسان اف ام أنه قام بإيقاف البيع بالدين، لأن البضاعة التي يبيعها اليوم يرتفع سعرها غداً وبالتالي يعود البيع بالدين عليه بالخسارة بدلاً من الربح.
وأشار على سبيل المثال إلى أنه عندما يبيع عبوة زيت بسعر 70 ألف ليرة، يتفاجأ بأن سعرها ارتفع إلى 80 ألف بالجملة.
وأوضح أنه بينما يستطيع الموظفون وأصحاب الدخل المحدود سداد ديونهم تكون أسعار المواد ارتفعت بشكل كبير.
جشع التجار
الأهالي يرجعون سبب هذه الظاهرة إلى جشع التجار، حيث قالت إحدى السيدات إن رفض الباعة إعطاء الفقراء بالدين هو دليل على غياب التكافل الاجتماعي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
بينما قال مواطن آخر إن جشع التجار ازداد بشكل غير مسبوق، مؤكداً أنهم يقومون برفع أسعار المواد عند ارتفاع الدولار، لكنهم لا يقومون بخفضها عند انخفاض الدولار.
وخلال الشهر الجاري سجل الدولار أمام الليرة السورية مستويات غير مسبوقة حيث بلغ سعر صرفه 16 ألف ليرة، قبل أن يستقر عند 13 ألفاً تقريباً.