عائلة مكونة من 12 فرداً في الرقة تمتهن صناعة الزل الفراتي
اتخذت عائلة أبو حسين وأم حسين من أهالي حي الدرعية بالرقة من الزل الفراتي مصدر دخل لعائلتهم المكونة من 12 شخصاً.
هذه الحرفة التراثية التي تكاد تنسى لا زال البعض يعتمد عليها في أثاثه المنزلي وخاصّة المباني الطينية.
مراحل صناعة الزل
وفي بيتها العربي اتخذت الخمسينية أم حسين حيّزاً كبيراً ليكون مشغلاً لها ولأبنائها لإنتاج ما يعرف محليّاً بـ “الزرب” أو “البردي”.
وتدخل هذه المادة في أسقف الغرف الطينية التي لازال أهل المنطقة يبنونها كونها باردة صيفاً ودافئة شتاء، وهربا من تكاليف البيوت الاسمنتية.
هذا العمل يمر بعدّة مراحل يبدأها أبو حسين الذي يجلب الزل من مصارف المياه الزائدة رفقة أولاده ثم يبدأ عمل أم حسين، التي تقوم بتقشير الزل وغزله بخيوط الحرير التركي.
ويتم إنتاج القطعة بطول 4 أمتار وعرض 3 أمتار، بشكل وسطي، وفق ما ذكرت أم حسين، مشيرة إلى أن بعض الزبائن يطلبون قياسات مختلفة قد تصل في بعض الأحيان إلى 7 أمتار.
عمل شاق!
هذا العمل الوحيد للعائلة التي تضم العديد من الطلاب في المدارس ليس سهلاً كما يعتقده البعض إذ ينطوي على مخاطر أثناء جمع الزل لكن الخبرة التي اكتسبوها كافية للتعامل معها.
وأوضحت ربة الأسرة أنهم يضطرون بعض الأحيان إلى جمع الزل من المصارف الزراعية العميقة التي يصل عمقها إلى 3 أمتار و4 أمتار.
وأشارت أم حسين إلى أن الزل ذا النوعية الجيدة يكون في قاع المصرف الزراعي، وهو ما يشكل خطراً على الأشخاص الذين يقومون بجمعه.
وأضافت أنهم يعثرون على الزل في مزارع حطين والرافقة ويعرب والسلحبية وحزيمة وتل السمن.
وتختلف أسعار البردي وفق القياسات المطلوبة وهي مرتبطة بأسعار النقل إذ لا تتوفر لدى هذه العائلة سيارة خاصّة، كما أن أسعار الخيوط ترتفع بين فترة وأخرى، كما أنّهم يدفعون أحياناً أجوراً لبعض العمال الذين يساعدونهم.