ماذا حصل في جلسة الاستماع لزوكربيرغ أمام البرلمان الأوروبي
ذهب الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ أمس الثلاثاء إلى بروكسل في المحطة الأخيرة من جولة اعتذاره، ليقدم اعترافا ذاتيا أمام البرلمان الأوروبي بأخطاء الخصوصية التي أدت إلى واحدة من أكبر عمليات تسرب البيانات في تاريخ فيسبوك، وبدلا من أن يبهر زوكربيرغ النواب الأوروبيين فإنه جلب لنفسه المزيد من الانتقاد.
فبعد الاستماع إلى نحو ساعة من أسئلة أعضاء برلمان الاتحاد الأوروبي، أجاب زوكربيرغ في النهاية -بدل الرد على كل سؤال بعد طرحه- واكتفى بتخصيص نحو 25 دقيقة فقط ليقدم إجاباته متجاهلا بعض الأسئلة بشكل كامل.
وقال السياسي البلجيكي غاي فيرهوفشتات “سألتك ستة أسئلة إجاباتها إما نعم أو لا، ولم أحصل على إجابة واحدة”. وتوقف زوكربيرغ قليلا ثم قال “سأحرص على أن نتابع الأمر وآتيك بإجابة أسئلتك” في غضون الأيام القليلة القادمة.
وكان الملياردير الشاب البالغ من العمر 34 عاما يجيب لأسابيع عن أسئلة تتعلق بكل شيء؛ ابتداء من التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية سنة 2016، التي يقول البعض إنها أسهمت في فوز دونالد ترامب، إلى مشاركة حسابات 87 مليون مستخدم لفيسبوك مع شركة استشارات سياسية -تم حلها مؤخرا- تدعى كامبريدج أناليتيكا.
وكان من الواضح أن النواب الأوروبيين غير راضين عن فيسبوك، فقال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني أمس الثلاثاء “هذا يمثل هجوما على قيمنا الأساسية”، وأضاف “نحتاج إلى منع ذلك من الحدوث مجددا”.
وأشار أحدهم إلى أن فيسبوك علمت بسلوك كامبريدج أناليتيكا قبل ثلاث سنوات، لكنها أقرت مؤخرا فقط بأن الشركة تمكنت من الوصول إلى بيانات المستخدمين. وأشار آخر إلى انتشار ظاهرة جمع بيانات فيسبوك، وأثار آخرون مخاوف بشأن حرية التعبير مما يسمح بوجود دعاية للنازية.
واعتبر فيرهوفشتات أن سلوك فيسبوك ربما يتعارض مع قوانين مكافحة الاحتكار الأوروبية، وتساءل عما إذا كانت الشركة ستفتح دفاترها أمام المنظمين الأوروبيين للتحقق من هذا الأمر، لأنه “لا يكفي القول سنقوم بإصلاحها بأنفسنا”.
في الوقت ذاته، طلب نايغل فراج، الذي يرأس جبهة الحرية والديمقراطية المباشرة في أوروبا، الجناح اليميني في البرمان الأوروبي؛ من زوكربيرغ الدفاع عن الميول السياسية والشفافية لمنصة فيسبوك، معتبرا أن مستخدمي الشبكة من ذوي الميول اليمينية الذين يتبنون وجهات نظر سياسية، ليست متطرفة؛ “يتعرضون للتمييز العنصري ضدهم”.
من جهته، أصر زوكربيرغ على أن خطاب الكراهية والإرهاب والعنف “لا مكان لها في خدماتنا”، وأضاف أن فريقه يعمل على إنشاء أدوات ذكاء اصطناعي لتحديد -على سبيل المثال- كل المحتوى تقريبا من تنظيم الدولة الإسلامية، كما قال إن فيسبوك تتحسن في تحديد التنمر والأذى الذاتي المحتمل.
وقال “لن نكون مثاليين أبدا”، و”سيكون لدى خصومنا، خاصة في جانب الانتخابات (الأشخاص الذين يحاولون التدخل) قدرات الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي مثلنا، لهذا سيكون الأمر سباق تسلح، وسنعمل باستمرار كي نكون متقدمين عليهم”.
وأنهى زوكربيرغ -الذي كان وجهه متحجرا خاليا من التعابير- جلسة البرلمان الأوروبي قائلا “أريد أن أكون حساسا للوقت لأننا انتهينا منذ 15 دقيقة”. لكن أعضاء البرلمان الأوروبي لم يهتموا بالحد الزمني، وسيكون عليهم الآن الانتظار للحصول على إجابات.
يذكر أن من بين الأسئلة التي طرحها فيرهوفشتات على زوكربيرغ -ولم يتلق إجابة عليها- سؤال كيف يريد أن يتذكره الناس “كواحد من عظام عمالقة الإنترنت، إلى جوار ستيف جوبز وبيل غيتس، الذين أثْرَوا العالم ومجتمعاتنا؟ أو -من ناحية أخرى- باعتبارك العبقري الذي صنع وحشا رقميا يدمر ديمقراطياتنا ومجتمعاتنا؟”
وقال فيرهوفشتات إنه سيتابع الأمر حتى يتأكد أن زوكربيرغ سيقدم الإجابات التي وعد بها الثلاثاء، فكتب مغردا على حسابه في تويتر بعد جلسة الاستماع “أثق أن إجابات مكتوبة من فيسبوك ستأتي قريبا”، وأضاف “إن لم تتم إجابة تلك الأسئلة بدقة وبالتفصيل، فإنه يجب تفعيل سلطات المنافسة في الاتحاد الأوروبي وشحذ التشريعات”