تنديد واسع لقرار ترامب تجميد التمويل المقدم للصحة العالمية والمنظمة تعرب عن أسفها
أعربت منظمة الصحة العالمية، عن أسفها لقرار الإدارة الأمريكية تجميد التمويل المقدم للمنظمة، مشيرةً إلى أن الانقسام لن يكون في صالح أحد.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة الطبيب “تيدروس أدهانوم غيبريسوس” خلال مؤتمر صحفي من جنيف أمس الأربعاء، إن المنظمة تراجع تداعيات تجميد التمويل على عملها مع الشركاء لسدّ أي ثغرات مالية ولضمان استمرار العمل دون انقطاع.
وأشار “غيبريسوس” إلى أن الدول الأعضاء ستقوم بمراجعة أداء المنظمة فيما يخص بتعاملها مع فيروس كورونا “كوفيد-19″، وستقوم الهيئات المستقلة القائمة على ضمان الشفافية والمساءلة، قائلاً “هذا جزء من العملية المعتادة التي لطالما حددتها الدول الأعضاء، وبلا شك سيتم تحديد مناطق التحسين، والدروس التي سنستفيد منها جميعاً” حسبما نقل “موقع أخبار الأمم المتحدة”.
وأعرب “غيبريسوس” عن أمله في استمرار الولايات المتحدة بالعمل مع المنظمة، وأضاف “بدعم من شعب الولايات المتحدة وحكومتها، تعمل المنظمة على تحسين الصحة في الكثير من دول العالم الفقيرة والشعوب الأكثر ضعفا، فالمنظمة لا تحارب فقط كورونا، بل تعمل في مجال شلل الأطفال والحصبة والملاريا وإيبولا والإيدز والسل وسوء التغذية والسرطان والسكري والصحة العقلية وغيرها من الأمراض والحالات”.
وأكد المدير العام، أن المنظمة لا تميّز بين الأمم الغنية والفقيرة أو الكبيرة والصغيرة، ولا تميّز بين الجنسيات أو الأعراق أو الأيديولوجيات. مشيراً إلى أن التركيز منصب حالياً على وقف جائحة كورونا وإنقاذ الأرواح.
ولاقى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف التمويل للمنظمة تنديداً واسعاً أيضاً، حيث أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” عن أسفه العميق”، مضيفاً عبر تويتر أنه لا يوجد سبب يبرر هذا القرار في وقت تُعتبر جهود منظمة الصحة العالمية ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف انتشار الوباء العالمي.
بدوره قال “سيرغي ريابكوف” نائب وزير الخارجية الروسي إن إعلان واشنطن تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية يثير قلقاً كبيراً، مشيراً إلى أن توجيه مثل هذه الضربة إلى المنظمة على مرأى من المجتمع الدولي يعد خطوة تستحق التنديد والإدانة.
من جانبها أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية “سيبيت ندياي” أن فرنسا “تأسف” لقرار ترامب، وأضافت أنه “قرار مؤسف” أن باريس تأمل عودة الأمور إلى طبيعتها لتتمكن المنظمة من مواصلة عملها.
أما وزير الخارجية الألمانية “هايكو ماس” فكتب في تغريدة على تويتر، “علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19″، مضيفاً أن “أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل مثلا لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات”، لافتاً إلى أن إلقاء اللوم لا يفيد.
وفي وقت سابق قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن هذا ليس الوقت المناسب لخفض موارد منظمة الصحة العالمية، داعياً في بيان له، المجتمع الدولي إلى الوحدة وتضافر الجهود للتصدي للفيروس.
وكان ترامب أعلن الثلاثاء، أنه أمر إدارته بأن تعلق دفع المساهمة المالية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية بسبب “سوء إدارة المنظمة الأممية لأزمة تفشي فيروس كورونا كوفيد-19” وقال إن “العالم تلقّى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات الناجمة عن الوباء”.
وتعد الولايات المتحدة المانح الأكبر للمنظمة إذ قدمت لها 400 مليون دولار العام الماضي، كما تعد أمريكا أكثر الدول تضرراً من كورونا حيث سجلت أكثر من 600 ألف إصابة، فيما بلغ عدد حالات الوفاة أكثر من 30 ألف.