رياض درار لـ بيسان إف إم: استثناء الإدارة الذاتية من اللجنة الدستورية نوع من التبخيس لحق جزء كبير من السوريين
قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار: إن هناك نقص في تأسيس اللجنة الدستورية بسبب استثناء الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا.
وأضاف درار خلال مقابلة مع “بيسان إف إم”، إن الإدارة الذاتية غير موافقة على اللجنة الدستورية بسبب استثناء ممثلي الإدارة التي كان لها دوره هام جداً في التضحية من أجل تحرير المناطق من الإرهاب.
وأشار درار إلى أن استثناء الإدارة الذاتية هو نوع من التبخيس لحق جزء كبير من السوريين يضم مكونات مؤثرة في المسار المجتمعي السوري، ما يعني أن منجزات اللجنة ناقصة وخاصة أنها متأثرة بالذين ساهموا بتشكيلها من دول خارجية لها أطماع وأهداف، إضافة إلى وجهة النظام الذي يعد رئيسياً في هذه اللجنة.
درار قال إن الدعوة التي وجهتها الإدارة الذاتية إلى الخروج بمظاهرات احتجاجية على اللجنة الدستورية هي “تسجيل موقف” بسبب استبعادها، مضيفاً أن الإدارة ليست راضية عن نتائج اللجنة من حيث المبدأ لأنها مكونة من تشكيل متشابه، وأردف قائلاً “حتى بين المعارضة والنظام تم الاختيار على الأقربين، من هم الذين يمكن أن يسيروا في ركاب المصالح التي تخدم السياسات الدولية والإقليمية أولاً، ثم تبقِ النظام على حاله دون تغييرات جذرية وهذا ما يجعلهم يسجلون هذا الموقف.
لكن درار لفت إلى أن الإدارة الذاتية لديها من الخبرة والعقل والمعرفة ما يجعلها تفكر حول ما إذا كانت هذه اللجنة أنجزت شيئاً مهماً لسوريا فإن الإدارة ستقبله في حال تضمن ما تريد.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة الذاتية تلقت وعوداً من أمريكا بتمثليها في اللجنة أو انخراطها بالعملية السياسية السورية، قال درار: ” إن مشكلتهم مع الولايات المتحدة هي مثل بقية مشكلات الشعوب عندما تتعامل وتتعاون مع دولة ديمقراطية قراراتها متبدلة بحسب تغير السياسة”، وأضاف: أنهم يعانون من نتائج هذه العلاقة، فعلى الأرض تمت خسارة جزءاً من الأرض نتيجة الاتفاق الأمريكي التركي والتدخل الروسي التركي، ثم من حيث الاتفاقيات الموعودة فإن الإدارة كانت تُوعد بأنها ستكون على طاولة التفاوض الأخيرة، وكان هناك اطمئنان بهذا الخصوص إلا أنه كان اطمئناناً بغير محله.
واعتبر درار، أن الولايات المتحدة تعمل من باب استخدام القوة في اللحظة الحاسمة التي تريد فيها تحقيق مصالحها إلا أنها في الحل السياسي السوري “متفرجة”.
وفي رده على سؤال آخر حول تصريح المبعوث الأممي بأن اللجنة الدستورية تضم كافة مكونات الشعب السوري، فيما أعلنت الإدارة الذاتية أن هناك أشخاص من شمال وشرق سوريا في اللجنة ولكن لا يمثلونها؟.
قال درار: “المشكلة في تعريف ما هي مكونات الشعب السوري هل هي مجرد انتماءات أم هي تمثيلات حقيقية للواقع”، وأضاف “الممثلين في المعارضة السورية لا يمثلون الشعب، منذ بداية المعارضة في المجلس الوطني حتى الآن، حيث كانوا يُشكلون بأوامر خارجية ومن خلال معارفهم وانتماءاتهم لعلاقات ومحسوبيات ولا يوجد أحد يمثل الشعب السوري والمكونات السورية”، لكنه لفت إلى أن الذين يمثلون الشعب السوري هم المجموعة التي تحمل هم الشعب وقاتلت دفاعاً عن قضيته بشكل جاد من داخل سوريا وليس من بمجرد التعبيرات السياسية الخارجية.
وأضاف درار “لدينا شعب كبير موجود في ظل النظام، ولا نعتقد أن النظام يمثل كل الناس الموجودين في ظل سيطرته، إذاً مسألة تمثيل الشعب السوري هي مسألة ليست حقيقية”.
من جانب آخر..صرح درار بأنهم لم يقطعوا الصلة مع أي طرف من الأطراف المؤثرة في الساحة السورية، لأنهم كانوا يبحثون عن مخرج لهذه الأزمة، لكنه أضاف أن طبيعة التحالفات والمصالح تجعلهم أحياناً في “الموقع الخطأ”.
درار أشار إلى أن هدفهم سوريا ووحدتها وإعادة الاستقرار إلى البلاد لكن “يبدو أنه عندما تصطدم المصالح نحن نبقى ثابتين على مواقفنا والآخرون يذهبون بالاتجاه الآخر”.
وكشف درار أنهم حاولوا التفاوض مع المعارضة السورية إلا أن هناك من يمنعها من أن تصبح مع الإدارة الذاتية على حال واحدة، كما حاولوا البقاء على علاقة مع روسيا لكنها سلمت جزءاً من الأراضي التي فيها “مكون كردي” التي تمثل الإدارة الذاتية جانب كبير من هذا المكون إلى تركيا، كما أن موسكو تبحث حالة تموضع بينها وبين أنقرة في الخط الشمالي.
وأضاف درار، أنه مع أمريكا “لم تقصر الإدارة الذاتية في الدفاع عن المنطقة ضد داعش والإرهاب إلا أن أمريكا لم تتقدم خطوة في دعم الإدارة”، وأردف قائلاً ” المشكلة ليست بنا بل دائماً تكون مع الدول التي نتحالف معها إذ يبدو أن المصالح أكبر وهناك خطط لسوريا أبعد”.
للإستماع إلى مقابلة الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، عبر الرابط التالي: