في خطوة مفاجئة.. أمريكا تعرقل قراراً يدعو لوقف إطلاق النار حول العالم لمواجهة كورونا
عرقلت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الجمعة، التصويت على قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار حول العالم لمساعدة البلدان على مكافحة فيروس كورونا “كوفيد-19″، في خطوة جاءت مفاجئة نظراً لموافقتها على النص.
وبعد شهرين من المفاوضات الشاقة حول النص، أعلنت البعثة الأمريكية أن “الولايات المتحدة لا يمكنها دعم المسودة المطروحة حالياً”، ما يجعل الهيئة الدولية للسلام والأمن صامتة في مواجهة الفيروس.
ورداً على سؤال حول هذه الخطوة الأميركية، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس، إن الصين “عطلت مراراً تسويات كان يمكن أن تسمح لمجلس الأمن الدولي بالمضي قدماً”.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين قولهم، “إن اللغة التي استخدمت في مشروع القرار لوصف منظمة الصحة العالمية هي سبب تحرك الولايات المتحدة لمنع التصويت”، لكن مصادر أخرى ذكرت لفرانس برس، “أن واشنطن أرادت أن يعود مجلس الأمن إلى مسودة للقرار تشدد على الحاجة إلى شفافية في التعاون العالمي لوقف الوباء”.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية “من وجهة نظرنا، يجب على المجلس إما تبني قرار يقتصر على دعم وقف إطلاق النار أو قرار أوسع يتناول بالكامل الحاجة إلى تجديد التزام الدول الأعضاء الشفافية وقابلية المحاسبة في إطار كوفيد-19”.
ودعا النص الأخير لمشروع القرار، إلى وقف الأعمال العدائية في مناطق النزاعات وإلى “توقف إنساني” للسماح للحكومات بمعالجة الوباء بشكل أفضل بالنسبة للأكثر معاناة، إضافةً إلى دعوة كل الأمم إلى تعزيز التنسيق بينها في مكافحة الفيروس، كما يشير إلى “الضرورة الملحة لدعم جميع الدول والكيانات ذات الصلة ضمن نظام الأمم المتحدة، بما فيها وكالات الصحة المتخصصة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية وتلك المتفرعة عنها”.
وقال دبلوماسيون، إن هذه العبارات التي تشير إلى منظمة الصحة العالمية بدون ذكرها صراحة، كانت تسوية تم التوصل إليها بين الصين والولايات المتحدة ليل الخميس الجمعة.
وكانت واشنطن هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) إذا وردت أي إشارة صريحة إلى منظمة الصحة العالمية، فيما لوحت بكين بالفيتو إذا لم يرد ذكر هذه المنظمة الدولية قبل أن توافق على الصيغة الأخيرة.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتاريخ 14\4\2020 أنه أمر إدارته بأن تعلق دفع المساهمة المالية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية بسبب “سوء إدارة المنظمة الأممية لأزمة تفشي فيروس كورونا كوفيد-19″، في خطوة لاقت رفضاً دولياً.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أكثر البلدان تضرراً من الفيروس حول العالم بتسجيلها أكثر من 1,280,000 حالة إصابة، شفي منها حوالي 200 ألف، وتوفي أكثر من 77 ألف شخص.