“الحيار” عادة مجتمعية قديمة في شمال شرق سوريا لا تزال بعض النساء تدفع ثمنها
لا تزال بعض النساء في شمال شرق سوريا يدفعن ثمن عادة “الحيار” بالرغم من تراجعها كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية، وسط تحذيرات ناشطين من استمرار هذه العادة التي تدمر الأسر وتخلق مشاكل مجتمعية.
و”الحيار” هو عادة زواج قديمة تقضي بحجز الفتاة لابن عمها أو أحد أقاربها، ويحظر عليها الزواج من رجل آخر، حتى لو قام ابن عمها بالزواج من فتاة أخرى.
زواج فاشل
الشابة “مروة الحسين” كانت واحدة من ضحايا زواج “الحيار”، إذ لم تتمكن من قبول الزواج بالشبان الذين تقدموا لخطبتها، واضطرت للزواج من ابن عمها الذي يكبرها بعشر سنوات.
وتقول مروة في حديثها لبيسان اف ام، إن زواجها من قريبها لم يدم سوى بضعة أشهر، وانتهى بالطلاق، وهي الآن تسكن في بيت أهلها منذ 5 سنوات.
وأكدت مروة أن سبب انفصالها عن ابن عمها يعود إلى عدم التفاهم بينهما واستمرار المشاكل، بالرغم من الفترة القصيرة التي جمعتهما كزوجين.
“الحمد لله أنني لم أنجب أطفالاً من هذا الزواج” تقول مروة التي شددت على ضرورة التفاهم بين الزوجين، لأن الزواج “عمر كامل” لا يمكن أن يستمر بالذل والإهانات، بحسب وصفها.
ضحايا بين الشباب
ليست النساء وحدهن من يعانين من هذا الأمر إنّما بعض الشباب يرفضون أيضاً عادة “الحيار” التي خلقت الكثير من المشاكل بين الأقارب.
وتقول الناشطة المجتمعية، نجوى محمد، إن جرائم قتل وقعت بسبب زواج الحيار، وتحولت إلى اقتتالات ومشكلات عشائرية، حيث يقوم الشاب في بعض الأحيان بالاعتداء على الشبان الآخرين الذين يتقدمون لخطة ابنة عمه.
وأضافت نجوى أنه حتى عندما ترضخ الفتاة للزواج بابن عمها، فإن المشاكل لا تنتهي، وكثيراً ما يكون مصير الزواج هو الطلاق بسبب الاختلاف بين الزوجين والفروق الاجتماعية والمادية والثقافية.
عادة سلبية
وفي ذات السياق يحذّر شيوخ العشائر والذين لديهم اطلاع ديني أيضاً من هذه العادة، التي لا يزال بعض الأشخاص مقنعين بها، وفقاً لشيخ عشيرة الدمالخة وشيخ رابطة آل البيت في منبج وريفها، صدام الحاج جاسم.
وأكد الجاسم في حديثه لبيسان اف ام أن عادة “الحيار” هي عادة قديمة وتعتبر من العادات السلبية في المجتمع، مشيراً إلى أن هذه العادة تراجعت بشكل كبير.
ويعيب الأهالي على المنظمات والجهات الرسمية إهمال تنفيذ حملات توعوية بمساوئ هذه العادة التي راح ضحيتها قبل أيّام شاب في منطقة المنصورة بريف الرقة.