القامشلي.. العائلة الواحدة تحتاج إلى 3 ملايين ليرة شهرياً كحد أدنى للعيش
تراجعت الحركة الشرائية في أسواق الخضرة بمدينة القامشلي بسبب غلاء الأسعار وانهيار الليرة السورية أمام الدولار ما يشكل عبءً على الباعة والمستهلكين على حد سواء.
موسم غير مسبوق
منذ 30 عاماً يبيع “حسين محمد” الخضار في الأسواق المتنقلة بمدينة القامشلي، لكنه لم يشهد موسماً كالسنة الحالية التي أصبح فيها تأمين لقمة الخبز لأطفاله صعباً إلى درجة كبيرة، بعد تراجع حركة البيع والشراء على الرغم من انخفاض ثمن المواد.
ويقول حسين إنه يحصل من خلال بيع الخضار على قرابة 30 ألف ليرة سورية في اليوم، موضحاً أن هذا المبلغ لا يكفي لشراء الخبز.
وأضاف أن أسعار المواد انخفضت بعض الشيء مؤخراً لكن الوضع الاقتصادي الصعب للأهالي أدى إلى تراجع حركة البيع والشراء بشكل ملحوظ.
عدم القدرة على الشراء
“شيرين رمضان” موظفة لدى الإدارة الذاتية تأتي بشكل شبه يومي إلى السوق ولا تستطيع شراء كل ما تريده، فتأخذ المواد الأكثر حاجة، إذ لا يغطي الدخل الذي تحصل عليه وهو أكثر من مليون ليرة سورية بقليل، مصروفها الشهري.
وقالت شيرين إن الأسعار تسير بشكل طردي مع الدولار، وترتفع كلما ارتفع، معتبرة أن العائلات الكبيرة لا يمكنها مواجهة هذا التضخم دون الحصول على مردود جيد.
3 ملايين ليرة شهرياً
العائلة الواحدة تحتاج إلى 3 ملايين ليرة تقريباً بشكل شهري من أجل العيش في الحدود الدنيا، والغالبية العظمى من الأسر لا تؤمّن هذا المبلغ، بينما لجأت بعض العوائل للاستعانة بالمغتربين في الظروف الصعبة، وفق ما ذكر السيد “رفيق ابراهيم” الذي يعيل أسرة من 7 أشخاص.
“الشغل في القامشلي تراجع عن السنة الماضية” يقول السيد رفيق لإذاعتنا، لافتاً إلى أنه لولا الأموال التي يرسلها المغتربون كانت المنطقة ستشهد ركوداً اقتصادياً سواء في القامشلي أو في بقية المدن السورية.
وتجري الجهات المسؤولة جولات رقابية على الأسواق في محاولة لضبط الأسعار لكنّها لا تستطيع التدخل في أغلب المواد التي تأتي من خارج مناطق الإدارة الذاتية.